الثلاثاء، 15 أبريل 2014

5)) الداروينية : أس الفساد ..!!

هل تذكرون ذلك الشخص العلماني الذي له فضل ظهور وانتشار موضوع التطور هذا والكتاب الذي بين أيدكم الآن ؟!!.. والذي أتانا في منتدى التوحيد معلما ًوشارحا ًوداعيا إيانا للتطور وتصحيح المفاهيم ؟..

فقد قال في وسط بشارته وكرازته بالدين الجديد : ومحاولا تجميله وترميم وجه السوء الذي التصق بنظرية التطور بالانتخاب الطبيعي عندما اقتنع وعمل بها بعض البشر : قال :
" هل نظرية التطور غير أخلاقية؟
يدعي الكثير من معارضي النظرية أن النظرية بمدلولها الوحشي والأناني تقترح علينا التصرف بهذه الطريقة وعدم الاهتمام بغيرنا وتلمح بالأنانية السيئة.
لكن معرفة حقائق عن الطبيعة لا تعني أنه علينا أن نطبق هذه الحقائق على حياتنا الاجتماعية ونرتكب مخالفات مقرفة لحقوق الإنسان. فكما يقول الكثير من العلماء، "التطور بالانتخاب الطبيعي أمر رائع من ناحية بيولوجية، لكن من ناحية اجتماعية نحن نحتقره ونقف ضد أي أحد يحاول تطبيقه على حياتنا " !

أقول :
فهل تعلمون عن ماذا يتحدث هذا الشخص ويحاول جاهدا أن يتملص ويتهرب من تبعاته المخزية ؟
تعالوا معا لنرى ..
------

أولا ً...
إن استخفاف الزميل اللاديني بهذه النظرية عند التطبيق الإنساني لها والاجتماعي :
هو استخفاف بعقل كل مَن يُصدقه من أتباع كل ناعق !!!..
حيث أن ادعائه عدم تطبيق النظرية على البشر : يتناقض مع النظرية نفسها !!..
وما جاءت به من التقعيد للبقاء للأقوى .. وقتل الأبناء للأباء .. واصطفاء الأجناس إلخ !
وذلك لأنه كبشر : ما هو إلا حيوان ناطق في منظومة التطور !!!..
والتطور هو التطور !!!.. وهو ما أكده داروين نفسه وبصورة أوضح في كتابه (أصل الإنسان) !
حيث قرر داروين في كتابه أن (الصراع من أجل البقاء) : ينطبق على البشر أنفسهم !
وتحدث في ذلك بزعمه عن انتصار (الأجناس الموهوبة) من البشر على غيرهم !!..
وبالطبع كانت الأجناس الموهوبة عنده هم (الأوروبيين البيض) !!!.. والذين خلفوا وراءهم الأجناس الإفريقية والاسترالية والأسيوية في صراع من أجل البقاء !!!..

بل : وتعدى داروين الحديث عن الماضي : إلى الحديث عن المستقبل بقوله :
" في فترة مستقبلية ما ليست ببعيدة إذا ما قيست بالقرون : سنجد أن الأجناس المتحضرة للإنسان
- وبشكل شبه مؤكد - ستُبيد وتَستبدل الأجناس الوحشية في كافة أنحاء العالم !!.. وفي الوقت نفسه : ستباد بلا شك الكائنات الأشباه آدمية !!!..
ومن ثم : ستزداد الفجوة ما بين الإنسانِ : وما بين أقربِ حلفائه اتساعا !!.. حيث سينتقل إلى حالةٍ أكثر تحضرا ًكما نتمنى !!.. بل وستكون أكثر اتساعا إذا ما حتى قورنت - أي هذه الفجوة - بالتي بين القوقازيينِ وبين قرد منحط كالبابون : بدلاً من تلك الموجودة الآن بين الزنجي أَو الإسترالي وما بين الغوريللا " !!!..
Charles Darwin, The Descent of Man, 2nd ed., New York: A.L. Burt Co., 1874, p. 178

وهذا ما سنراه بتوسع هنا بإذن الله تعالى من ترجمته عمليا على أيدي :
الشيوعية والماركسية والنازية الفاشية والفرويدية ... إلخ !!.. حيث سنرى :
كيف اعتمدت جميعها على فكرة التطور بالانتخاب الطبيعي والتي جاء بها زميلنا مفتخرا ً:
ويريدنا أن نؤمن بها : ولكن : نستثني منها جانبها الاجتماعي !!..

فكان بذلك الطلب الغريب كمَن :
يضع المسدس المحشو بالرصاص في يد طفل صغير ويقول لك : لا تخف : لن يُفكر في استخدامه !!..

أو كمَن يقول لك :
اقفز من فوق الجبل : ولا تخف : فلن تقع !!.. ولن تموت !!!..

تقول عالمة الأنثروبولوجيا الهندية لاليتا فيديارثي Lalita Viddyarthi عن كيف فرضت نظرية التطور التفكير العنصري على العلوم الاجتماعية :
" لقد لاقت نظريته (تعني نظرية داروين) الخاصة بالبقاء للأصلح : ترحيبا ًحارا ًمن جهة علماء العلوم الاجتماعية في ذلك العصر !!.. والذين اعتقدوا أن البشر قد حققوا مستويات متنوعة من التطور وصلت إلى قمتها في حضارة الرجل الأبيض !!.. وبحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر : أصبحت العنصرية حقيقة مقبولة لدى الغالبية العظمى من علماء الغرب " !!!..

أقول :
هذا كان في مرحلة التقعيد والتنظير وما تبعها من بعض المخازي ..
وأما في القرن العشرين : فقد سالت ملايين من دماء البشر نتيجة كل ذلك والله المستعان !
هذا بالإضافة إلى النظرة الدونية التطورية للمرأة وكما سأبينه في المشاركة القادمة ...
فهنيئا لكل مؤمن بالتطور : جرائم أسلافه الهمجيين ..!
وتعالوا لنرى معا ً...
--------

1...
بدأت الداروينية منذ نشر تشارلز داروين لكتابه أصل الأنواع عام 1859م ..
أي أنه لها الآن أكثر من قرن ونصف من الزمان ...

2...
جاءت نظرية دارون لنشأة الحياة عن طريق خلية حية وُجدت في ماء آسن : ثم تطورت مرورا ًبجميع الكائنات الحية : وانتهاء ًبسلف ٍمشترك للقرد والإنسان ! وكل ذلك جاء بالطبع ليتعارض على طول الخط مع عقائد الأديان الإبراهيمية الثلاثة - اليهودية والنصرانية والإسلام - وما شابهها من أديان توحيدية أو بها إله مشخص محدد أو تحرف عنها : ولاسيما تلك العقيدة القائلة بأن أول البشر هما : آدم ثم حواء عليهما السلام .. وأن خلقهما جاء مباشرا ًخاصا ًمن إله هذا الكون وبارئه !!!..
وبذلك : كانت أولى الطعنات في الدين - ولا سيما الدين النصراني في ذلك الوقت والمكان في أوروبا - !

3...
وقد ساعد على انتشار هذه النظرية بسرعة رهيبة : أن وافق ميلادها زوال سلطان الكنيسة والدين من أوروبا بعد الثورة الفرنسية والثورة الصناعية ! حيث كانت النفوس مهيأة لتفسيرالحياة تفسيراً ماديا ًبحتاً ! ومستعدة لتقبل أي طرح فكري يقودها إلى مزيد من الإلحاد والبعد عن التفسيرات الدينية واللاهوتية !!!..

4...
فكان من أشهر المقولات التطورية الإلحادية المؤثرة الفاضحة لذلك هو قول تشارلز داروين نفسه :
" الطبيعة تخلق كل شيء : ولا حد لقدرتها على الخلق " !!!؟؟..
وبالطبع (وككل كتاباته وادعاءاته التي ليس عليها أي دليل علمي عملي صحيح) :
فلم يُكلف نفسه توضيح الفرق بين الاعتقاد بوجود الله الخالق ووجود الطبيعة التي خلع عليها صفات الله ؟!

وقال أيضا ً:
" إن تفسير النشوء والارتقاء بتدخل الله : هو بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة : في وضع ميكانيكي بحت " !!!..
ولذلك : فهو يرفض أن يُفسر أي شيء في الخلق بالله تعالى وحكمته وقدرته !!!..
وسوف نرى ذلك جليا ًعند استعراضنا لكلامه وتعليقاته عند حديثه عن التعقيد المذهل في العين !!..

5...
ويقول أحد أشهر الداروينيين المتعصبين وهو آرثر كيث Arthur keith ومعترفا في كتابه المثير : الدين والعلم religion and science :
" إن نظرية النشوء والارتقاء : لا زالت بدون براهين !!.. وستظل كذلك !!.. والسبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو : أن البديل الوحيد الممكن لها هو الإيمان بالخلق المباشر !!!.. وهذا غير وارد على الإطلاق " !!!..

6...
ومن القرن العشرين يقول الدارويني الملحد جليان هكسلي عن النظرية :
" من المسلَّم به أن الإنسان في الوقت الحاضر : هو سيد المخلوقات .. ولكن : قد تحل محله القطة أو الفأر " !!..

كما يزعم جليان هكسلي أيضا ًأن الإنسان :
" قد اختلق فكرة الله إبان عصر عجزه وجهله !!.. أما الآن : فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه : ولم يعد بحاجة إليه !!.. فهو العابد والمعبود في آنٍ واحد " !!..

ويقول أيضا ً:
" بعد نظرية داروين : لم يعد الإنسان يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيواناً " !!..

7...
ويقول د.هـ. سكوت : وهو دارويني آخر شديد التعصب :
" إن نظرية النشوء جاءت لتبقى ! ولا يمكن أن نتخلى عنها حتى لو أصبحت عملاً من أعمال الاعتقاد " !

8...
ويقول أحد فلاسفة الإلحاد برتراند راسل :
" إن الذي فعله جاليليو ونيوتن من أجل الفلك : فعله داروين من أجل علم الحياة " !!..

9...
وعلى هذا كان من أهم الآثار السريعة التي ظهرت في الغرب ساعتها تبعا ًلهذه النظرية هي :
>> سيطرة الأفكار والفلسفات المادية على عقول الطبقة المثقفة !!.. وأوحت كذلك بمادية الإنسان وخضوعه لقوانين المادة فقط بعيدا ًعن الروح والضمير !!..
>> تخلت جموع غفيرة من الناس عن إيمانها بالله : تخليًّا تامًّا أو شبه تام !!..
>> ولم يعد هناك جدوى من البحث في (الغاية) و(الهدف) من وجود الإنسان !!.. لأن داروين قد جعل بين الإنسان والقرد نسباً !!..
>> أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة (الغائية) بحجة أنها : لا تهم الباحث العلمي ولا تقع في دائرة علمه !!..
>> سيطرت بالذين اعتنقوها أو تأثروا بأفكارها : مشاعر اليأس والقنوط والضياع !!.. وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء روحي !!.. حتى صار القرد جدهم المزعوم : أسعد حالاً من كثير منهم !!..
>> طغت على الحياة فوضى عقائدية !!.. وضاع العديد من الشباب في غياهب الإلحاد والشهوات والجرائم الأخلاقية !!..
>> كما نتج عن نظرية التطور البيولوجية تلقائيا ًوتلازميا ًفكرة فلسفية داعية إلى : التطور المطلق في كل شيء ! تطور : لا غاية له ولا حدود لمنطقيته !!.. وانعكس ذلك على الدين والقيم والتقاليد !!.. وساد الاعتقاد بأن كل عقيدة أو نظام أو خـُلق : هو أفضل وأكمل من غيره : طالما تلاه في الوجود الزمني !!..

10...
وهكذا نرى أن (فكرة التطور) : أوحت لمعتنقيها بحيوانية الإنسان !!..
وأما (تفسير عملية التطور وآلياته) : فقد أوحت بماديته البحتة !!..
وعليه : كانت نظرية داروين إيذاناً لميلاد :
>> 
نظرية فرويد الشهوانية الجنسية البهيمية في التحليل النفسي والغرائز !!..
>> 
ونظرية برجسون في الروحية الحديثة !!..
>> 
ونظرية سارتر في الوجودية !!..
>> 
ونظرية ماركس في المادية والشيوعية !!..
وغيرها الكثير (وإلى اليوم ما زالت آثارها ظاهرة للأسف) :
حيث اعتمدت كل هذه الأفكار والمذاهب والفلسفات على آليات وأُسس التطور المزعوم منزوع الأخلاق والرحمة !!..

11...


صورة كارل ماركس ..
فقد استمد كارل ماركس من نظرية داروين : مادية الإنسان !!.. وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على : (الغذاء - والسكن - والجنس) فقط : ومُهملاً بذلك جميع العوامل الروحية لديه !!..
وقد أشاد ماركس بأثر الداروينية على النظرة المادية : وبالتالي على الأيدلوجية الشيوعية واعترف لها بالفضل عليها !!!..


نرى في الصورة بالأعلى : نسخة خطية باللغة الألمانية من كتاب كارل ماركس (رأس المال) : وقد صدرها ماركس بكتابته إهداء ًإلى داروين قائلا ًفيه :
" إلى شارلز داروين من أشد المعجبين بك كارل ماركس " !!..

وأما عن آثار الشيوعية وحروبها ومجازرها : فقد وصلت لقتل 120 مليون إنسان !!..


12...
فقد قرأ كلٌ من ماركس Marx وإنجلز Engels مؤسِّسا الشيوعية كتاب أصل الأنواع لداروين بمجرد صدوره : وانبهرا بالأسلوب (المادي الجدلي) الذي اتبعه داروين فيه !!.. وقد أوضحت المراسلات التي جرت بين ماركس وإنجلز : اتفاقهما في الرأي على أن نظرية داروين :
" تحتوي على أساپ للشيوعية في التاريخ الطبيعي " !!..

13...
وفي كتاب إنجلز : المنطق الجدلي للطبيعة The Dialectics of Nature الذي كتبه تحت تأثير داروين : أغدق فيه المدح على داروين : وحاول أن يقدم إسهامه في النظرية في الفصل الذي يحمل عنوان :
" الدور الذي لعبه العمال في التحول من القرد إلى الإنسان " !!!!..
The Part Played by Labour in the Transition from Ape to Man’ !!..

14...
وقد اتفق الشيوعيون الروس الذي ساروا على خطى ماركس وإنجلز من أمثال بليخانوف Plekhanov ولينين Lenin وتروتسكي Tretsky وستالين Stalin في الرأي مع نظرية التطورلداروين !!.. وكان بليخانوف مؤسس الشيوعية الروسية يعتبر الماركسية :
" تطبيقا للداروينية في العلوم الاجتماعية " !!!..


15...
وقال تروتسكي :
" يجسد اكتشاف داروين : أعلى نصر للمنطق الجدلي في مجال المادة العضوية بأكمله " !!..
وقد لعب (التعليم الدارويني) دورا ًرئيسا ًفي تشكيل الكوادر الشيوعية !!..
فعلى سبيل المثال : لاحظ المؤرخون حقيقة أن ستالين : كان متدينا ًفي شبابه !!..
ولكنه أصبح ملحدا ًبسبب كتب داروين !!..
(أقول : وما أشبه اليوم بالأمس من المخدوعين من أبناء المسلمين للأسف) !!..

16...
أما بالنسبة لماو Mao : والذي أقام أسس الحكم الشيوعي في الصين : وقتل ملايين الأشخاص :
فقد أعلن صراحة أن :
" الاشتراكية الصينية : تقوم على فكر داروين ونظرية التطور " !!..
ومن أقواله أيضا ً- والتي من أجلها أباد 40 مليون إنسان من شعبه المسكين - :
" كل مَن لا يؤمن بالشيوعية فهو ناتج عن خطـا تطوري " !!!..

وقد خاض مؤرخ في جامعة هارفارد يدعى جيمس ريف باسي James Reeve Pusey في تفاصيل أكثر حول تأثير الداروينية على ماو والشيوعية الصينية .. وذلك في كتابه الأكاديمي الذي يحمل عنوان :
الصين وتشارلز داروين China and Charles Darwin ..!


هذا غير مآسي الخمير الحمر في كمبوديا بقيادة الشيوعي بول بوت (الملحد كغيره بسبب التطور) ..
وبهذا كان مجموع نتاج الشيوعية (وهي الجناح الأيسر للداروينية) في القرن العشرين :
مقتل نحو 120 مليون شخص كما قلنا !!!!!.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!..

17...
وأما (الجناح الأيمن للداروينية) في القرن العشرين : فهي النازية الفاشية التي أغرقت العالم بدورها في بحر من الدماء هى الأخرى !!!..
ويمكن بأقل مجهود ملاحظة الارتباط الوثيق بين أسس النازية ومبادئها وأفكارها التي قامت عليها : وبين التطور الدارويني بالانتخاب الطبيعي !!!..

حيث بأقل قراءة في كلام أدولف هتلر Adolf Hitler وألفريد روزنبرج Alfred Rosenberg : سنجد عناوين الأفكار مثل :
الانتقاء الطبيعي !!!..
والتزاوج المُختار !!!..
والصراع من أجل البقاء بين الأجناس !!!..
وهي نفس الأفكار التي أعلنها داروين وكررها في كتابه أصل الأنواع عشرات المرات !!..


وحتى عندما أطلق هتلر على كتابه اسم (كفاحي) Mein Kampf :
فقد استوحى أفكاره من فكرة الصراع الدارويني التطوري من أجل البقاء ومن مبدأ النصر للأصلح !!.. فقال (وانظروا لتشابه كلماته مع ما سقته لكم منذ قليل من كلام داروين) :
" سوف يصل التاريخ إلى قمته في إمبراطورية ألفية جديدة تتسم بعظمة : لا مثيل لها !!.. وتستند إلى تسلسل جديد : تقرره الطبيعة ذاتها " !!!..

18...
وفي الاجتماع الحاشد لحزب نيومبيرج Nuremberg عام 1933م : أعلن هتلر أن :
" الجنس الأعلى : يُخضع لنفسه الجنس الأدنى !!.. إلى أن قال : وهو حق نراه في الطبيعة !!.. ويمكن اعتباره الحق الأوحد القابل للإدراك " !!!..
وعلى ذلك قرر إحراق اليهود والغجر والسلاف والأقزام : وذلك اعتمادا على العلم التطوري المادي البحت وعلى النتائج المغلوطة لقياسات حجم جماجم البشر وتأصيلات صمويل مورتونSamuel Morton المخبول لتفاضل البشر بناء عليها ! واعتبار الجنس الآري هو أرقى الأجناس وأن له الحق البيولوجي في قيادة البشرية ..!


19...
ويصف المؤرخ هيكمان Hikman تأثير الداروينية على هتلر على النحو التالي :
"لقد كان هتلر مؤمنا ًراسخا ًبالتطور ومُبشرا ًبه !!.. وأيا ًكانت عُقداته النفسية الأعمق والأعوص : فإنه من المؤكد أن فكرة (الصراع) كانت مهمة له لأن كتابه كفاحي Mein Kampf : يُبين بوضوح عددا ًمن الأفكار التطورية .. وخاصة تلك التي تؤكد على الصراع والبقاء للأصلح وإبادة الضعفاء : لإنتاج مجتمع أفضل " !!!..

والنتيجة : بحور من الدماء والقسوة التي ما كانت تـبرر ولا تـستساغ من قبل الداروينية والتطور !!.. وذلك لمحو وإبادة الكثير من الجماعات العرقية والسياسية (ومنهم اليهود حيث رأى فيهم هتلر شر من الشرور البشرية المفسد للمجتمعات) !!.. وحتى المرضى والمعاقين والضعفاء وحتى الرُضع منهم : لم يسلموا من وحشية النازية في قتلهم لتخليص المجتمع من عناصر الضعف !!!!..
وهو ما سموه زورا ًبمشروع القتل الرحيم بزعمهم !!..


ناهيكم عن 55 مليون شخص كانوا ضحايا الحرب العالمية الثانية التي بدأت بالغزو النازي !!!..

20...
وأما سيجمند فرويد .. فقد استمد من نظرية داروين : حيوانية الإنسان !!..
فالإنسان عنده : حيوان جنسي !!.. لا يملك إلا الانصياع لأوامر الغريزة وإلا : وقع فريسة الكبت المدمر للأعصاب !!.. وبذلك نجد تأصيلا ً(علميا ً) مزعوما ًوتبريرا ً(أيدلوجيا ً) لأول مرة في تاريخ الإنسان : للولوغ في مستنقع الشهوات والزنا والشذوذ الجنسي بكل صوره وزنا المحارم : بما يترفع عنه الحيوان نفسه الذي من المفترض أن الإنسان يفوقه رقيا ًوحضارة وتفكير !!!..
وعن عدد نتاج جرائم كل ذلك إلى اليوم : فحدث ولا حرج !!..

ومن هنا أيضا ًنلحظ تأثير آليات التطور الداروينية بالانتخاب الطبيعي (مثل قتل الأبناء للآباء) : في تفسير فرويد المزعوم لنشأة الدين تفسيراً جنسيا ًعندما قال :
" الدين : هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم !!.. والذي حرمهم من الاستمتاع بأمهم !!.. ثم صار عبادة للأب !!.. ثم عبادة الطوطم !!.. ثم عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي !!.. وكل الأدوار : تنبع وترتكز على عقدة أوديب " !!!!..
وما أعقله من تفسير الصراحة ( ! ) < أقصد عند اللادينيين طبعا ً > !!

21...
وأما دور كايم .. فقد أخذ أيضا ًمن نظرية داروين حيوانية الإنسان وماديته : فجمع بينهما بنظرية العقل الجمعي !!..

22...
وأما برتراند راسل : فقد خرج من الداروينية بتفسيره لتطور الأخلاق !!!!..
حيث تتطور الأخلاق عنده من المُحرم (التابو) : إلى أخلاق الطاعة الإلهية : ومن ثم إلى أخلاق المجتمع العلمي !!!..

23...
فإذا عدنا للحديث عن العنصرية البغيضة والنظرة الدونية من بشر إلى بشر !!!..
أولئك البشر الذين ساوى الإسلام بينهم ومن الرعيل الأول ..
حيث نجد بلال الحبشي مع صهيب الرومي مع سلمان الفارسي !!!..
ونجد القرآن الكريم يقول في سورة الحجرات وبكل وضوح :
" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم "

نجد ومن بعد بذر داروين لبذور الشر : ومن بعد ما أتى صمويل مورتون Samuel Morton بتصنيفات البشر وتقسيمهم إلى مجموعات وأجناس وأعراق ليجعل الأمريكيين ثم الإنجليز ثم الفرنسيين هم أذكى الناس في العالم !!.. للدرجة التي يقول فيها لي بيكر عالم الإنسـانيـات الشهير :
" إن صموئيل مورتن كان مخبولا بفكرة مقاس الجمجمة وأخطـأ كثيرا في المقاس وكان يعتمد على ذلك المقاس في قياس الذكـاء والتفوق الحضـاري والعِرقي " !!!..

وهو ما ضحدته أبحاث الحمض النووي الوراثي DNA منذ خمسينيات القرن الماضي ..!
وأثبتت أنه ربما كان الاختلاف في الجينات بين رجل أبيض وأبيض : هو أكبر من اختلافها بين رجل أبيض وأسود !!!..

فقد ظهر بعد صموئيل مورتن بفترة : كتاب آخر وهو أنواع البشرية للويس أجاسي Louis Agassiz والذي قام فيه بالتأصيـل العلمي لفكرة اختلاف البشر والأعراق : وأننا لسنا سواسية !!.. وليعطي بذلك المبررات (العلمية) للبيض : بقتل الهنود الحمر في أمريكا !!.. وقال بالحرف الواحد :
" البيض ليسوا سفاحين ولكنهم : يتبعون قضية حتمية في تشكل الأعراق وحتمية العلم " !!..
حتى أنها بررت لعمدة نيوجيرسي أن يقول قولته الشهيرة :
" إن الهنود وبما أنهم نشـأوا في وسط عرق أبيض أرقى : عليهم أن يستسلموا ثم يختفوا " !!..


فصارت حتى الأتوبيسـات والفنادق : يتم تقسيمها عرقيـا ً!!.. بحيث كانت توضع لافتات فوق المكان المسموح فيه : تفصل أماكن البيض عن أماكن جلوس (الملونين) السود !!..


24...
ولا ننسى قصة المسكين أُوزاوا .. تلك القصة الشهيرة التي حدثت عام 1915م عندمـا أصدر الكونجرس قرارا بعدم منح أوزاوا الجنسية : لأنه من عِرق مغولي ..!!
وأيضا ذلك القانون من المحكمة العليا الكونجرس الذي ينفي المواطنة عن اليابانيين المحكومين :
RULES JAPANESE CAN'T BE CITIZENS; Supreme Court, in Two Decisions, .. 
ورابط الخبر من النيويورك تايمز :

حيث أصدر الكونجرس قرارا بأن البيض فقط : هم الذين يمكنهم الحصول على الجنسية .. وأن الزيجـات المختلطة ممنوعة !!.. وإلى سنة 1920م لم يكن للسود ذمة مالية فلا يملكون عقارا أو إقامة مشروع !

بل وحتى الضمان الإجتماعي الذي وضعه الرئيس أيزنهاور لـ 30 مليون أمريكي : استثني منه السود !
ولا ننسى تلك المهزلة التي حدثت للمحاربين السود المساكين العائدين من الحرب العالمية الثانية .. والذين كان عددهم مليون جندي أسود : فلم يتم تسليمهم منازل بسبب لون البشرة فيما يُعرف بقضية ليفيتاون أو ليفيتاون جت !!..

ولا ننسى كذلك كتاب قوس الجرس bell curve : وكان أكثر الكتب مبيعا في السبعينـات : والذي تحدث عن أنه : لا فائدة من تعليم السود أو تحصينهم من الأمراض : لأنهم أضعف عقلا !!.. وأفقر ذهنـا من البيض !!.. ولابد أن يُنفق المـال في أُمـور أكثر فائدة !!!..

فبهذه المبررات الداروينية التطورية : تمت إبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر : وذلك في عمليـات الإبادة الشهيرة التي قام بها البيض في أمريكـا فقط !!!.. حيث وصل الأمر لصرف مكافآت لكل مَن يأتي بفروة رأس أحد الهنود الحمر !!.. ووصل الأمر إلى إصابتهم بمختلف الأمراض الوبائية القاتلة !!..

25...
وفي الوقت الذي استمرت فيه هذه المهازل مع الزنوج والهنود الحمر في أمريكا إلى ستينات القرن الماضي (حيث استطاع الرئيس الأمريكي جونسون أخيرا طرح ما سماه بالإسكان العادل بين البيض والسود والذي عُرف وقتهـا باسم الحقوق المدنيـة للجميع) :
فلم تكن الأوضاع – الغير آدمية – بأفضل من ذلك مع السكان الأصليين للقارات التي وصل إليها الأوروبيون والأمريكان - الجنس الأبيض - !!!..

ففي شمال استراليا مثلا ً: تم إنشاء مدينة باسم داروين عام 1874م .. وتم اختيار ذلك الشمال الاسترالي لامتلائه بالثروات الطبيعية والمنجمية .. وذلك لكي تجري فيها : واحدة من أبشع مهازل سرقة الأطفال في العالم : ومن أبناء السكان الأصليين لاستراليا : ولاستخدامهم للعمل بالسخرة في استخراج الثروات بل وفي التجارب عليهم أيضا للأسف !!..

يقول رئيس وزاء تاسمانيا Tasmania (إحدى جزر استراليا) عام 1890م جيمس برناردJames Barnard ما يلي :
" عملية إبادة السكان الأصليين : تجري طبقا لقانون النشوء والارتقاء والبقاء للأنسب " !!!..

حيث كانت سرقة الأطفال هناك للأسف الشديد : هي سرقة (رسمية) و(قانونية) طبقا للدستور الاسترالي ! ووفقا ًللوائح الديموقراطية ! وبموافقة البرلمان !!!.. وظلت عمليات السرقة تلك المدهشة والمرعبة : حوالي مائة عام كاملة !!!.. وذلك منذ عام 1870 إلى عام 1970 سُرق خلالها حوالي ربع مليون طفل !

وظلت هذه الأجناس البشرية المسكينة تتجرع مساويء خرافات التطور وخيالات العثور على الحلقات المفقودة في تطور الإنسان : على مدى كل تلك السنوات !!..
فعلى سبيل المثال : ظل معهد سميثسونيان بواشنطون دي سي The Smithsonian Institute يعرض 15 ألف نسمة من الأجناس البشرية الأدنى : غير نقل قرابة 1000 نسمة من سكان أستراليا الأصليين للمتحف البريطاني بهدف معرفة هل هؤلاء هم الحلقة المفقودة بين الحيوان والإنسان أم لا ؟!

وأخيرا في 13 فبراير عام 2008م : خرج رئيس وزراء استراليا كيفين رود Kevin Rudd ليعلن رسميا أمام البرلمان الأسترالي أنه يعتذر أشد الاعتذار للأجيال المسروقة قائلا :
" عذرا للأجيال المسروقة !! عذرا للألم !! عذرا للجراح !! عذرا لجميع الأجيال المسروقة " !!..

26...
وأما ختاما لهذه المشاركة :
فقد جاء في بروتوكولات حكماء صهيون :
" لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء !!.. ولاحظوا هنا أن نجاح داروين وماركس ونيتشه : قد رتبناه من قبل (أي خططوا لاستغلاله ونشره إعلاميا ًوفرضه أكاديميا ًبقدر الإمكان) .. والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي : سيكون واضحاً لنا على التأكيد " !!!..

وأقول أنا أبو حب الله : هنيئا ً لكل مسلم سائر في درب مخططات حكماء صهيون !!..
هذا إن كان مسلما لم يزل : ولم ينتقل لللادينية أو للإلحاد التطوري بعد !
وحقا ً:
لم يوجد في التاريخ البشري نظرية باطلة صبغت مناحي الفكر الغربي ومن ورائه العالمي بالفساد :
كما فعلت ذلك نظرية النشوء والارتقاء الداروينية بكل جدارة !!!!...