الخميس، 24 أبريل 2014

4)) هل كان داروين مؤمنا ً؟!!!..
والسؤال بصيغة أخرى :
هل تتعارض نظرية التطور المزعومة مع الإيمان ؟!!!..
----

أقول ...
بالطبع تتعارض نظرية التطور المزعومة مع الإيمان بالله عز وجل وصفاته ..
وقد أفردت موضوعا ًخاصا ًلذلك التعارض مع الإسلام : وكما سنقرأه فيما بعد بإذن الله تعالى ..

وأما بعض مَن ظنوا في نظرية التطور الصحة - نتيجة أكاذيبها العلمية والإعلامية الكثيرة -
فقد حاولوا التوفيق بينها وبين الدين !!.. أو الإسلام خصوصا ًللأسف ..!
وسوف أتناول أفكارهم بالتفنيد وكما سترون (علميا وشرعيا – وليس شرعيا فقط) ..
ولكن يكفيني الآن أن أبدأ بهذه النقطة الهامة : والتي جاءت على شكل سؤال عن داروين :

>> هل كان مؤمنا ًنصرانيا ًحقا ً؟!!!!..
سواء من قبل كتابته لكتابه أصل الأنواع :
أو من بعد كتابته له : وما تلاه مثل كتابه الآخر الأقل شهرة : أصل الإنسان ؟!!!..
>> هل بقي إيمانه بعد نظريته التطورية كما هو ؟!!.. أم ازداد ؟!!.. أم نقص ؟!!!..
>> وهل مثل تلك الأفكار الإلحادية التي جاء بها في نظريته :
هل هي شيء فعلا ًلا يتعارض مع وجود الله تعالى وخلقه لمخلوقاته كما يحاول الخبثاء الترويج له ؟!!..

أقول مبدئيا ً...
يُخطيء مَن يُحاول استنباط ذلك من بعض عباراته المخادعة في كتبه أو في بعض رسائله الرسمية !
حيث كان يحسب حسابا ًلأسرته المتدينة (سواء والده أو زوجته فيما بعد) !!!!..
وللتعرف على تفاصيل ذلك (وقد نقلته من أحد كتب هارون يحيى أيضا ً) ...
فتعالوا نأخذ نظرات ٍمن قريب على حاله : وكما جاء في كتاب (داروين والثورة الداروينيية) ..
وهو للمؤرخة الداروينية جيرتريود هيميل فارب Gertrude Himmelfarb


Darwin and the Darwinian Revolution, by the Darwinist historian Gertrude Himmelfarb
------

1...
لقد كان داروين بالفعل مؤمنا ًبالله في فترة شبابه .. إلا أن إيمانه هذا قد بهت وضعف بشكل تدريجي إلى أن حل محله الإلحادِ أثناء فترة أوسطِ العُمرِ !!..
وفي خلال ذلك التدرج الأخير : فقد كشف داروين عن وجهاتَ نظره السلبية تجاه الله وتجاه الدين.

2...
تقول المؤرخة الداروينية في كتابها (داروين والثورة الداروينية) :
" إن المدى الكامل لعدم إيمان داروين : ومن ثم : لا يُمكِن رؤيته من خلال أعماله المنشورِة !!.. ولا من خلال سيرته الذاتية المنشورة !!.. ولكن فقط : من خلال النسخة الأصلية لتلك السيرة الذاتية " !!..
Gertrude Hommerfarb, Darwin and the Darwinian Revolution, Elephant Paperbacks, Chicago, 1962, p. 384 Emphasis added

3...
والسبب كما أشرت لكم منذ قليل :
هو أن داروين - وكما نرى الملحدين واللادينيين المتخفين بين المسلمين - كان يخشى أن تصدم تلك الحقائق عائلته المعروفة بالتدين : ولا سيما زوجته إيما Emma ..
وتعطينا المؤرخة الداروينية مثالا ًعلى ذلك في كتابها : بأنه عندما كان ابن داروين - فرانسيز Francis Darwin- عَلى وشك أن ينشر كتابه (حياة ورسائل تشارلز داروين) The Life and Letters of Charles Darwin: عارضت أمه - إيما - زوجة داروين المشروع بعنف : ورفضت التصديق أو الموافقة عليه : خوفا ًمن أن هذه الرسائل قد تسبب فضيحة له بعد موته !!!..

حيث حذرت إيما ابنها : مطالبة ًإياه بأن يتخلص من تلك الجزئيات التي تحتوي على : إشارات صريحة عن الإلحادِ : وكما سنرى بعد قليل !!!..
والحقيقة : العائلة بأكملها كانت تخشى أن تؤدي إشاعة مثل هذه المعلومات إلى : تلف سمعة داروين !
Gertrude Himmerfarb, Darwin and the Darwinian Revolution, Elephant Paperbacks, Chicago, 1962, p. 383

4...
وطبقاً لعالم الأحياء إرنيست ماير Ernst Mayr أحد مؤسسي الدارونية الحديثة يقول :
" من الواضح أن داروين قد فقد إيمانه في الفترة ما بين عامي 1836-1839 قبل قراءته لمالثوس !!
وحتى لا يؤذي مشاعرَ أصدقائِه وزوجتِه استعملَ داروين أسلوبا لغويا ًربانيا ً- دون الانتماء لدين معين - في أغلب الأحيان في منشوراتِه !!.. إلا أنه يوجد الكثير في دفاتر ملاحظاته ما يشير بأنه كان قَد أَصبَحَ ماديا في ذاك الوقت " !!..
Mayr, Ernst, "Darwin and Natural Selection", American Scientist, vol.65 (May/June, 1977) p. 323 (Emphasis added


صورة الدارويني إرنيست ماير Ernst Mayr

5...
وقبل أن أواصل معكم .. أحب أن أعرفكم أولا ًعلى هذا المالثوس الذي تأثر به داروين ..!
لقد تمثل مصدر إلهام داروين فيما بعد في كتاب للاقتصادي البريطاني توماس مالثوسThomas Malthus والذي حمل عنوان : مقال حول مبدأ السكانAn Essay on the Principle of Population.
حيث قدّر مالثوس أن سكان العالم لما تركوا وشأنهم : فقد زادوا زيادة سريعة !!.. وقد رأى أن المؤثرات الأساسية التي تسيطر على عدد السكان هي الكوارث مثل الحروب : والمجاعات : والأمراض !!.. وباختصار .. ووفقا لهذا الزعم الوحشي من مالثوس :
فكان لا بد أن يموت بعض الناس : كي يعيش البعض الآخر على الخيرات !!!..
وأصبح البقاء عنده يعنى : الحرب الدائمة !!!..

وفي القرن التاسع عشر : لاقت آراء مالثوس قبولا ًواسعا ً!!.. وأيد مثقفو الطبقة العليا من الأوروبيين على وجه الخصوص هذه الأفكار القاسية !!.. وفي مقالة (الأجندة العلمية السرية للنازيين) : ورد الوصف التالي للأهمية التي أعطتها أوروبا في القرن التاسع عشر لآراء مالثوس حول السكان :
" في النصف الأول من القرن التاسع عشر : اجتمع أعضاء الطبقات الحاكمة من جميع أنحاء أوروبا : لمناقشة (المشكلة السكانية) المكتشفة حديثا : ولإيجاد سبل لتنفيذ أفكار مالثوس !!.. وذلك بزيادة معدل الوفيات بين الفقراء ! حيث بدلا ًمن توصية الفقراء بالنظافة : يجب أن نشجعهم على العادات المناقضة ! لذا : يجب علينا أن نضيق الشوارع في بلداننا !!.. ونحشر مزيدا من الناس في المنازل !!..
ونشجع على عودة الطاعون !!.. وفي الريف : يجب أن نبني قرانا قرب البرك الراكدة !!.. ونشجع على وجه الخصوص استيطان المستنقعات غير الصحية " !!!..
Michael J. Behe, Darwin's Black Box, New York
Free Press, 1996, pp. 232-233.

ونتيجة لهذه السياسة القاسية : سوف يتم التخلص من الضعفاء !!.. ومن أولئك الذين يخسرون الصراع من أجل البقاء !!!.. وفي المحصلة : سوف تتوازن الزيادة السريعة في عدد السكان !!..
وقد تم تنفيذ سياسة (اضطهاد الفقراء) تلك فعليا ًفي بريطانيا خلال القرن التاسع عشر !!.. وذلك بعد وضع نظام صناعي تم بموجبه : إجبار الأطفال في سن الثامنة والتاسعة على العمل ست ساعات في اليوم بمناجم الفحم !!.. مما أدى إلى موت الآلاف منهم نتيجة لظروف العمل الرهيبة !!.. لقد فرض نظام (الصراع من أجل البقاء) الذي طالب به مالثوس في نظريته على ملايين البريطانيين :
أن يعيشوا حياة مليئة بالمعاناة !!!..
وعلى مثل هذه الأفكار المشرقة اليانعة : نهل داروين معارفه وتفكيره الفذ !!!..
ونواصل ....

6...
لقد كان داروين دائماً آخذا ًفي الاعتبار ردود أفعال عائلته .. وعلى مدى حياته : كان يُخفي وبكل حرص وعناية : أفكاره عن الدين !!!.. ونقلا ًعن داروين نفسه : أن سبب ذلك هو أنه :
" منذ سنوات عديدة مضت : كان قد نصِحني بقوة أحد الأصدقاء : بعدم تقديم أي شئ خاص بالدينِ في أعمالِي !!.. وذلك إذا ما رغبت في تقدم العلم في إنجلترا !!.. ولقد أدى هذا إلى أنني قد أغفلت الصلات المتبادلة بين الموضوعين !!..
ولربما تصرفت بشكل مختلف : إذا ما كانت لدي القدرة على الرؤية المستقبلية لما كان سيؤول له العالم من تحرر" !!..
Gertrude Himmerfarb, Darwin and the Darwinian Revolution, Elephant Paperbacks, Chicago, 1962, p. 383

7...
وكما يمكِن أَن نرى مِن الجملة الأخيرة : فلو كان داروين واثقا ًمن أنه لَن يَجذبَ أي رد فعل : لَربمَا كان أقل حذرا ً!!!..
" فعندما اقترح كارل ماركس (1818-1883) أن يهدي كتابه الشهير Das Kapital (رأس المال) إلى داروين : رفض داروين هذا الشرف بكل حزم : على أساس أن هذا سيؤذي بَعض أفرادِ عائلتِه إذا ما ارتبط اسم داروين بمثل هذا الكتابِ الإلحادي " !!..
Gertrude Himmerfarb, Darwin and the Darwinian Revolution, Elephant Paperbacks, Chicago, 1962, p. 383

8...
وعلى أية حال .. فإنه ما زال من الممكن أن نفهم موقف داروين من المفاهيم والاعتقادات الروحانية من خلال كلماته هذه إلى ابن عمه حيث قال له :
" بالنسبة إليّ فإن المشاعرالإنسانية : هي في نفس ضآلة بعض الجراثيم الموجودة في أجساد الحيوانات" !
Gertrude Himmerfarb, Darwin and the Darwinian Revolution, Elephant Paperbacks, Chicago, 1962, p. 384

9...
كما عارضَ داروين أيضاً التوجيه الديني للأطفالِ منذ الصغر : ومن منطلق ضرورة تحريرهم من الإيمان النابع من الدين !!!..
Gertrude Himmerfarb, Darwin and the Darwinian Revolution, Elephant Paperbacks, Chicago, 1962, p. 385

10...
وعليه : فيعتبر التطوريون المعاصرون وجهات النظر المعادية للدين هذه : هي تراث أبيهم داروين !
حيث يعارض التطوريون الجدد بكل عنف : تدريس المفاهيم الخلقية creationism في المدارس :
تماما وكما كان داروين يرغب في عدم تعرف الأطفال على الله - الإله - أثناء فترة التعليم !!..
فهم يحاولون بكل نشاط كسب التأييد العالمي لهم : حتى يمكن إزالة فكرة الخلق من المناهج التعليمية !!..

11...
وعلى هذا نرى أن بعض كلمات داروين كانت أكثر وضوحا ًفي رسائله الخاصة مقارنة بكتبه ..
حيث يقول مثلاً عن نفسه في إشارة منه إلى ما يعانيه من نقص إيماني :
" بدأ الكفر بالله في الزحف عليّ بمعدل جد بطىء : إلا أنه قد اكتمل أخيراً " !!!..
Gertrude Himmerfarb, Darwin and the Darwinian Revolution, Elephant Paperbacks, Chicago, 1962, p. 381 Emphasis added


12...
كما تصف المؤرخة الداروينية نفسها : كَيف أن والد تشارلز داروين قد خلا به قبيل زواج داروين من إيما المتدينة : ليوصيه بإخفاء شَكه الدينيَ عن زوجتِه !!!..

على أية حال .. فإن إيما كَانت مُدركة لحقيقة إيمانِه المستمر التناقصِ منذ البداية !!!..

فعندما طرح داروين كتابه الثاني : " أصل الإنسان " :
اعترفت إيما إلى إبنتها بخصوص مشاعرِها تجاه الكتاب لمعاداته للدين قائلة :
" سأكره هذا الكتاب كثيرا ً: حيث أنه ثانيةً يُنحي الله بعيدا أكثر " !!..
Gertrude Himmerfarb, Darwin and the Darwinian Revolution, Elephant Paperbacks, Chicago, 1962, p. 382

13...
وينقل لنا ولده : وفي رسالة كتبها داروين سنة 1876م : ذكر فيها كيف أن إيمانه قد صار أضعف قائلاً :
"... هذا الاستنتاج (أي الإيمان بالله) كَان قويا ًلدي بقدر ما أتذكر : عندما كنت أكتب (أصل الأنواعِ) !!.. وإنه ومنذ ذلك الحين : قد بدأت هذه الفكرة في الاضمحلال التدريجي جداً : والمصحوب بالعديد من التقلبات " !!!..
Francis Darwin, The Life and Letters of Charles Darwin, D. Appleton and Co., 1896, Chapter 1.VIII., Religion

14...
وفي الوقت نفسه ، وجد أن ضرورة امتلاك أي شخص آخر معتقدات ذات طابع ديني يعتبر أمر شاذ !!.. وقال أن هؤلاء الناسِ : والذين يعتقد أنهم قد تطوروا مِن حيواناتِ بدائية : لا يَستطيعونَ أن يثقوا بتلك الإعتقاداتِ !!.. ينقل لنا ابنه قوله :
" هل يمكن لعقل بهذا الانحطاط كالذي يمتلكه الإنسان والذي - كما أعتقد تماما ً- قد انحدر من ذلك العقل الذي تمتلكه أكثر الحيوانات انحطاطا : أن يوثق به عندما يتعلق الأمر بالتوصل لمثل هذه الإستنتاجاتِ الكبيرةِ " ؟!!!..
Francis Darwin, The Life and Letters of Charles Darwin, D. Appleton and Co., 1896, Chapter 1.VIII., Religion


15...
وبغرور الكفر والإلحاد الذي يُخبرنا الله به في قرآنه بقوله :
" وجحدوا بها : واستيقنتها أنفسهم : ظلماً وعلوا ً" !!.. سورة النمل :
نجد بنفس ذلك الغرور يقول داروين فيما ينقله عنه ولده أيضا ً:
" من منطلق وجود إله واحد عالم لكل شىء : وقادر على كل شىء : وهو الذي يأمر وينهى : فإنه أمر مُسلم به .. إلا أنني - وبكل صدق - : أجد صعوبة في التسليم بمثل هذا الأمر " !!!..
Francis Darwin, The Life and Letters of Charles Darwin, Charles Darwin to C. Lyell, D. Appleton and Co., 1896, Down, April [1860

16...
كما ينقل لنا ولده في مخطوط يدوي قصير ملحق بقصةِ حياة داروين كتب فيه :
" لا أشعر بأي ندم : لارتكابي أي ذنب عظيم " !!!..
Francis Darwin, The Life and Letters of Charles Darwin, D. Appleton and Co., 1896, CHAPTER 2.XVI

17...
وعلى هذا نرى تلخيصا ًلما سبق أن :
بدايات إلحاد داروين قبل نظريته : أثرت على نظريته وكتابه أصل الأنواع ...!!
ثم بدأ يزيد الشعور والكلمات الإلحادية لديه :
نتيجة تبنيه لهذا التطور المزعوم : والذي يطعن في تدخل وخلق وحكمة الله تعالى وقدرته عز وجل !!!..

بل وبفهمنا لهذا الإلحاد المستتر الذي ساقه في كتبه :
نستطيع الآن فهم سبب تحايله المتعمد على الحقائق العلمية في تلك الكتب والملاحظات والبراهين : وحتى يبقي على ادعائه بأن الحياةِ : لَم تخلق من الله !!!..
حيث عندما نقرأ كتابه (أصل الأنواع) وكما رأينا من قبل : نجد وبشكل واضح : كَم أن داروين قد استعصى عليه إنكار كُل دليل على الخَلقِ : ومع ذلك لم يتوقف !!!..
وذلك لأنه – وبعكس كل عالم أو باحث محترم - :
هو قد وضع الغاية أولا ً(وهي إنكار الله تعالى) : ثم سلك في إثباتها كل مسلك متهاوي !!..
فقد استعصى عليه مثلا ً: التراكيب المعقدة في الكائنات الحية !!.. وكَيف أن السجلات الحفرية تشير إلى الظهورِ المفاجئِ للحياة !!.. والحقائق التي تشير إلى حدود التباين الكبير الذي يمكن أن يكون في الكائنات الحية في الطبيعة !!!.. فقام بتأجيل تفسير كل تلك الأشياءِ قائلاً :
" ربما ستفسر هذه المسألةِ يوما ًما في المستقبل " !!!!...

18...
وأخيرا ... وعلى مستوى الحكم العملي على حقيقة إلحادية أفكار دارون :
فعلى مدى الـ 150 سنة الماضية : لم يُؤيد داروين ونظريته المتهافتة إلا الملحدون واللادينيون وأذنابهم من مدعي الثقافة الجوفاء !!!..

19...
وهنا أختم معكم : بأحد ذنوب الدماء الكثيرة المعلقة في رقبة داروين وإلى نهاية الزمان ...!
لن أقول ملايين البشر شرقا ً(الشيوعية) وغربا ً(النازية) !!!..
ولا ما حدث من مآسي للسكان الأصليين في استراليا ولا في أمريكا وحتى وقت ٍقريب ولكن :

سنأخذ مثالا ًواحدا ًفقط :
يضعه كل مؤمن بالتطور المزعوم أمام عينيه : ليتذكره دوما ًوكلما فكر في داروين !
إنها مأساة الشاب الأفريقي الشهير : أوتا بينجا Ota Benga
( ! )


المسكين أوتا بينجا وسط أفراد عائلته ..

حيث بعد أن قدم داروين في كتابه أصل الإنسان The Descent of Man مزاعم حول تطور الإنسان من كائنات شبيهة بالقرود :
بدأ التطوريون : يبحثون عن متحجرات تدعم هذا الجدل !!..
ثم بلغ بهم السفه (ورغم أنهم لم يجدوا متحجرات بينية أصلا) : إلى أنه بإمكانهم أن يجدوا مثل هذه الكائنات البينية (أي بين القرد والإنسان) : حية ًإلى اليوم في سكان أفريقيا وكما أخبرهم داروين !!!..

فقد قال داروين في كتابه الثاني وهو يقسم لقارئيه الأعراق البشرية بعقله الناقص :
" في فترة مستقبلية ما ليست ببعيدة إذا ما قيست بالقرون : سنجد أن الأجناس المتحضرة للإنسان
- وبشكل شبه مؤكد - ستُبيد وتَستبدل الأجناس الوحشية في كافة أنحاء العالم !!.. وفي الوقت نفسه : ستباد بلا شك الكائنات الأشباه آدمية !!!.. ومن ثم : ستزداد الفجوة ما بين الإنسانِ : وما بين أقربِ حلفائه اتساعا !!.. حيث سينتقل إلى حالةٍ أكثر تحضرا ًكما نتمنى !!.. بل وستكون أكثر اتساعا إذا ما حتى قورنت - أي هذه الفجوة - بالتي بين القوقازيينِ وبين قرد منحط كالبابون : بدلاً من تلك الموجودة الآن بين الزنجي أَو الإسترالي وما بين الغوريللا " !!!..
Charles Darwin, The Descent of Man, 2nd ed., New York: A.L. Burt Co., 1874, p. 178

فكان من تلك الكائنات البينية (أو مآسي إيجاد الكائنات البينية) : مأساة الأفريقي أوتا بينجا الذي تم (((اصطياده))) من الكونغو 1904م !!!..
ورغم أن معنى اسمه هو (الصديق) : إلا أنه لم يُقابل من (الرجل الأبيض) إلا بكل وحشية وغباء !!..
فقد قتلوا زوجته وطفليه !!!..
ثم أخذوه بعد تدمير قريته مُقيدا ًبالسلاسل !!.. ثم تم وضعه في قفص كالحيوان !!.. حيث تم نقله إلى الولايات المتحدة الأمركية !!!..

حيث قام علماء التطور المزعوم هناك بعرضه على الجمهور في معرض سانت لويس العالمي :
إلى جانب أنواع أخرى من القردة !!!.. وقدموه بوصفه : أقرب حلقة انتقالية للإنسان !!..
ثم بعد عامين كاملين : تم نقله إلى حديقة حيوان برونكس في نيويورك !!!..


أوتا بينجا ينظر بأسى لحاله وما أوقعه فيه علماء التطور الفطاحل !!..
وتم عرضه هناك تحت مسمى : (( السلف القديم للإنسان )) : مع بضع أفراد من قردة الشمبانزي وبعض الغوريلات !!!..
حيث قام الدكتور التطوري ويليام هورناداي مدير الحديقة : بإلقاء خطب طويلة عن مدى فخره بوجود هذا الشكل الانتقالي الفريد في حديقته !!!..
وتمت معاملة أوتا بينجا المحبوپ في القفص : وكأنه حيوان عادي !!!..

ثم انتهت المأساة بقتل أوتا بينجا لنفسه منتحرا ً!!!!...

بينمـا حصل مكتشفه على الميدالية الذهبية نظرا ًلجهوده التطورية !!!!!..

وهنيئا ًلداروين هذا الدم من ضمن الملايين في رقبته ..
وهنيئا ًللسائرين على دربه حذو القذة بالقذة :
حيث ظنوا أنه لا تعارض بين التطور والإيمان بالله !!!.. وأنه ليس هناك (مضاعفات جانبية) :
يخشى منها المؤمن على إيمانه !!!..
وإنا لله وإنا إليه راجعون !